لأوّل مرّة في إسرائيل تمّ حساب فرق الوساطة الحقيقيّ في الفواكه والخُضار

 

 

يدفع المستهلك الإسرائيليّ سعرًا مرتفعًا في شراء فواكهه وخُضاره. فقد بيّن بحث خاصّ بمعهد الأبحاث التابع إلى الكنيست أنّ أسعار الفواكه في إسرائيل ارتفعت خلال السنوات 2005 - 2011 بنسبة 60% مقارنة بارتفاع معدله 17% في دول الاتحاد الأوروبيّ. كما ارتفعت أسعار الخُضار في إسرائيل في الفترة نفسها بنسبة 29% مقارنة بارتفاع نسبته 20% في دول الاتحاد الأوروبيّ. هذا وإنّ أسعار الفواكه والخُضار - عام 2013 - واصلت ارتفاعها المطرد...


يبدو أنّ السبب الأساسيّ للأسعار المرتفعة للفواكه والخُضار هو فروق الوساطة بين السعر الذي يتلقّاه المزارع مقابل نتاجه، وبين السعر الذي يدفعه المستهلك في نقطة البيع. فلأوّل مرّة في إسرائيل، يُجرى بحث ميدانيّ شامل، حيث يدمج بين جهتين في إمكانهما إلقاء الضوء على هذه الفروق: اتحاد المزارعين والمجلس الإسرائيليّ للاستهلاك.


طريقة الفحص:


لقد بلّغ المزارعون بالأسعار التي تقاضوها مقابل نتاجهم من خلال اتحاد المزارعين، بين التواريخ 27-29 تشرين الأوّل. وفي التواريخ نفسها بالضبط تمّ مسح عيّنة من أسعار الفواكه والخُضار، من قبل مستطلعي المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك، الذين أمّوا 168 فرعًا لشبكات تسويق ومحلّات خُضار في جميع أنحاء البلاد. وفي هذا البحث الذي قام به المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك واتحاد المزارعين، تمّ حساب فرق الوساطة - الفرق بين السعر للمستهلك والسعر الذي يتقاضاه المزارع.


ويتضح من البحث أنّ هناك فوارق كبيرة بين السعر للمستهلك وبين السعر الذي يتقاضاه المزارع.


فمثلًا:


فرق الوساطة لليمون الجنّة أو الليمون الهنديّ (ﭼريپ فروت) يقف عند 151%، فهذه الفاكهة تباع للمستهلك بمعدل 6.45 ش.ج. ويتقاضى المزارع مقابلها نحو 2.60 ش.ج..


فرق الوساطة للأﭬوكادو يقف عند 125%، فهذه الثمرة تباع للمستهلك بمعدل نحو 9.00 ش.ج. ويتقاضى المزارع مقابلها نحو 4.00 ش.ج..


فرق الوساطة لليمون يقف عند 108%، فهذه الثمرة تباع للمستهلك بمعدل نحو 8.30 ش.ج. ويتقاضى المزارع مقابلها نحو 4.00 ش.ج..


فرق الوساطة للبرتقال يقف عند 95%، فهذه الفاكهة تباع للمستهلك بمعدل نحو 6.70 ش.ج. ويتقاضى المزارع مقابلها نحو 3.40 ش.ج..


ففي ضوء فروق الأسعار العالية، يقوم المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك مع اتحاد المزارعين بالدفع في اتجاه عملية مراقبة على فرق الوساطة.


المحامي إهود ﭘلـﭺ، مدير عامّ المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك: "إنّ حقيقة أنّ هناك فوارق بمئات النسب المئوية بين الدكاكين المختلفة والفروع المختلفة، إنّما يسلط الضوء على فوارق التسويق الهائلة غير المعقولة وغير المسوَّغة، طبعًا. في فرع الفواكه والخُضار هناك فوارق هائلة بين ما يتقاضاه المزارع وبين ما يدفعه المستهلك، وقد دفعت هذه الفوارق المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك للمبادرة إلى عملية المراقبة. إنّ رفع الأسعار بعشرات الأضعاف، وبمئات النسب المئوية، أحيانًا، مقارنة بالأسعار في الأسواق الأخرى، يدلّ على أنّ حلقات الوساطة في سلسلة التسويق فقدت أيّ وازع، وأنّه ما من مناص من فرض الرقابة الحكومية على الفروق التي يجبونها. إنّما يعاني من الوضع القائم المستهلكون والمزارعون، أيضًا. وإنّه بعد تطبيق التصحيح سيكسب المستهلكون، الذين سيسمحون لأنفسهم بأن يشتروا المزيد من الفواكه والخُضار، وبأن يتناولوا طعامًا صحّيًّا أكثر؛ كما سيكسب المزارعون الذين سيزداد الطلب على منتجاتهم ب