
يستقبل مجلس الاستهلاك الإسرائيلي سنويا حوالي 400 شكوى تقع ضمن فئة منتجات الأولاد والأطفال أغلبها عيوب وخدع مختلفة في الإنتاج. هذا بالطبع مجرد جزء بسيط، فالمشاكل عديدة ومتنوعة والكثير من المستهلكين يجهلونها فيختارون بالتالي لأولادهم منتجات غير ملائمة لهم ولأعمارهم يشكل استخدامها خطورة ما. هناك أبحاث عالمية تٌظهر أنه في الغالبية العظمى لمنتجات الأطفال يوجد مواد كيميائية أو معادن قد تؤدي إلى تهيجات في أحسن الأحوال أو أنها خطرة الإستعمال في بقية الحالات.
صرح مدير عام مجلس الاستهلاك الإسرائيلي في مؤتمر سلامة في النقب: "في العديد من الحالات فإن منتجات وألعاب الأولاد المستوردة لإسرائيل أو المصنعة فيها لا تصنَف بأنها ألعاب ولكن بأنها إكسسوارات أو منتجات رياضية وهذا بالتالي يعفيها من العبور من خلال فحص المعايير. وهكذا تصل إلى أيدي الأولاد وإلى أفواه الأطفال بالرغم من خطورتها في بعض الحالات أو من احتوائها على معادن ومواد كيميائية.
لنأخذ على سبيل المثال أسهم "التصويب إلى الهدف" والتي تقع تحت تعريف منتجات رياضية وليس كألعاب خطرة على صحة العديد من الأطفال فقد أدى اللعب بها إلى إلحاق الضرر الدائم بهم. تصنيف المنتجات في الفئة الصحيحة مهم جدا لحماية الولد وللمحافظة على صحته وسلامته".
تقع مسؤولية أمان الألعاب والمنتجات على المنتِج وليس على المستهلك، ففي الكثير من الحالات يفتقد المستهلك للمعلومات وللمعرفة المهنية المطلوبة للتحليل وللتعرف على المنتجات ومركباتها.
خذ على سبيل المثال لعبة "سبينر" التي سيطرت على المراهقين في إسرائيل والتي اتضح أنها لعبة قد تكون خطرة، وقد تم تسجيل العديد من الحالات التي تآذى بها الأولاد نتيجة استعمالها. تم استيراد لعبة "سبينر" إلى الدولة كجهاز يساعد الأولاد الذين يعانون من اضطرابات ضعف الإنتباه والتركيز (ADHD) وليست كلعبة، وبهذا تجنبت المرور تحت "رادار الرقابة" ولم تضطر لاجتياز شتى أنواع فحوصات المعايير المخصصة للألعاب في إسرائيل.
نشرت السلطة الأمريكية لحماية المستهلك مؤخرا تعميما تنصح فيه الأهالي بعدم شراء لعبة "سبينر" لأولادهم وذلك بعد حوادث جرت حيث قام بعض الأولاد بابتلاع أجزاء من اللعبة الشعبية. وفي نفس الوقت أعلن معهد المعايير الإسرائيلي أنه يقوم بفحص لعبة "سبينر" وملائمتها للمعايير الإسرائيلية.
مدير عام مجلس الاستهلاك الإسرائيلي السيد جوش غولدشميدت أكد أنه: "في الوضع الحالي فإن صحة الأولاد والأطفال في إسرائيل تفتقد إلى الحماية والرعاية الجيدة. جمهور الأولاد الإسرائيليين هو جمهور ضعيف ضمن هذا المفهوم ويتم استغلاله بشكل سيء من قبل قسم من المنتجين والمسوقين. هذه المواد الخطرة المستترة في هذه المنتجات والألعاب ليست موجودة هناك بالصدفة. تصنيف المنتجات في فئتها الصحيحة أساسي لحماية الطفل والمحافظة على صحته وسلامته. يركز المنتجون والمسوقون في تسويق منتجاتهم بقوة وينفقون أموالا طائلة على الدعاية الجذابة الموجهة للأولاد مباشرة".
وتحدث المدير أيضا عن مسؤوليتنا جميعا كمستهلكين وبالأخص أهالي الأولاد وقال: "لطالما ظل الوعي الإستهلاكي ضئيل في هذه المواضيع ستبقى تلك المواد مستترة وهذا ما يعتمد عليه المنتجون والمستوردون. أينما يوجد القليل من الوعي يزداد احتمال الضرر. السعر المنخفض هو مؤشر على جودة وأمان أقل في منتجات الأولاد. آن الأوان لنقول ونذكر الأهالي أن السعر هو ليس جوهر كل شيء! لا يجب أن ننجذب ونشتري ألعابا رخيصة تتفكك، أو حادة أو لا تحتوي على اسم المنتِج، فقط بسبب السعر. أحيانا هذا ليس غير صحي فقط وإنما خطير".
أوجز بالقول: "آمل أن تتحسن المعايير في نطاق حماية المستهلك الصغير إثر التعديلات التي ترتسم في معهد المعايير، وكذلك التطبيق، الشفافية وسهولة الوصول إلى منتَجات ذات جودة وأمان أكثر، وأيضا الوعي والمسؤولية الإستهلاكية تقوم بدورها أكثر وأكثر في هذا المجال الهام والأساسي".